منها، يحرسها سجانون، وبين من يسجن عدد من المعارضين للحكام والثوار والمشاغبين على السلطة القائمة، أي: مجرمين سياسيين، يبقون في سجونهم ما دام الحكام غير راضين عنه. وقد يموت بعض منهم وهم في سجونهم.

وورد في الأخبار أن السجن لم يكن في زمن الرسول بيثرب، ولا في أزمان أبي بكر وعمر وعثمان، وكان يحبس في المسجد أو في الدهليز، حيث أمكن. فلما كان زمن "علي بن أبي طالب"، أحدث السجن بالكوفة. وكان أول من أحدثه في الإسلام، وسماه "نافعًا" ولم يكن حصينًا، فنقبه اللصوص وانفلتوا، فبنى آخر وسمّاه "مخيسًا" من التخييس وهو التذليل. وقد ورد في أخبار أخرى، أن "نافع بن عبد الحارث الخزاعي" من عمال "عمر" اشترى دارًا من "صفوان بن أميّة" للسجن بمكة1. ومعنى هذا أن السجن كان معروفًا قبل أيام "عثمان" و"علي".

وقد ورد في بعض الأخبار أن "عمر" أول من حبس في السجون. "وقال أحبسه حتى أعلم منه التوبة، ولا أنفيه من بلد إلى بلد فيؤذيهم"2؛ وذلك لأن العرب كانت تستعمل "التغريب", أي: النفي في موضع السجن، لسهولة النفي، وصعوبة الحبس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015