الخضر1. وقد كان عرب الجاهلية يعرفون قصص "لقمان"، وكانوا يصفونه بالحكمة. وقد وُصف في القرآن الكريم بهذه الصفة: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} 2. ولهذا السبب عُرف بين الناس وفي الكتب بـ "لقمان الحكيم". وذُكر عنه أنه كان "حكيمًا عالمًا بعلم الأبدان والأزمان"3 وأنه طلب من الله أن يُعَمَّر طويلا فأعطاه طلبه: وعُمّر عمر سبعة أنسر، وذكر الأخباريون أن آخر نسر أدركه، وهلك بهلاكه اسمه "لبد". قالوا وإليه يشير "النابغة"
بقوله:
أضحت خلاء وأضحى أهلها احتملوا ... أخنى عليها الذي أخنى على لبد4
وقد أكثرت العرب في صفة طول عمر النسر، وضربت به الأمثال. وبلبد، وبصحة بدن الغراب. وذكروا في ذلك شعرًا، منه ما نسب إلى "الخارجي" في طول عمر "معاذ بن مسلم بن رجاء"، مولي القعقاع بن حكيم:
يا نسر لقمان، كم نعيش، كم ... تلبس ثوب الحياة يا لُبَدُ؟
قد أصبحت دار حمْيَر خربت ... وأنت فيها كأنك الوتد
تسأل غربانها إذا حَجَلت ... كيف يكون الصداع والرمد5؟
ويذكر أهل الأخبار أن "لقمان" قد عرف لذلك بـ "لقمان النسور"، لأنه عَمّر عمر سبعة نسور6. وذكر بعض أهل الأخبار أنه عَمّر مائة وخمسين سنة، وأنه لما مات قبر بحضرموت، أو بالحجر من مكة7. وهو عمر لا يتناسب مع ما يذكره أهل الأخبار من طوله، ومن أنه يعادل عمر سبعة نسور. أما