ملتقى طرق يقع في "وادي مسيلة" يسمى "حصن العرّ بُني على مرتفع صخري بارز كان حصنًا مهمًّا لحماية الأرضين المحيطة به, ولحماية القوافل التي تمر بهذا الوادي المهم1. ولا تزال بقايا هذا الحصن باقية، وقد أقيمت جدره من حجارة صلدة نضدت بعضها فوق بعض تنضيدًا جيدًا، وقد صقلت الأحجار صقلًا يدل على مهارة, وقد تألف الحصن من غرف كثيرة، ويبلغ طوله "90" مترًا, وبه آثار معبد، وآبار لاستخراج الماء منها للشرب وللاستعمال2.

ويعبر عن المانع الذي يحول بين العدو وبين الدنو من المكان الذي يريده بـ"حيل" في العبرانية3. أي: "الحائل" ويراد به الخندق4. وقد ورد في كتب اللغة أن "الحيل" الماء المستنقع في بطن وادٍ5. و"الحائل" هو المانع، أي: الحاجز الذي يحجز أهل الموضع الذي تحصن الناس به عن عدوهم، وهو سور أو خندق أو أي شيء آخر يتخذ للدفاع عن النفس.

ومن بين الحوائل والموانع التي استعملها الجاهليون لصد العدو من الزحف على بلادهم أو التسلل إلى أرضهم سد الممرات الجبلية والأودية ومفارق الطرق المهمة؛ ببناء جدر وأسوار لتحول بين المرور والتسلل إلا بأمر وتخويل، ويكون المرور عندئذ من الأبواب المخصصة للعبور فقط. ومن أمثلة ذلك سد "أُبنة" "لبنة" الذي أقيم في وادي "أبنة" ليسد الطريق على القادمين أو الذاهبين من "شبوة" إلى ميناء "قنا" "قنى" "قانة" Cane المهم6. وقد بُني عند مضيق يبلغ عرضه "180"مترًا، أما ارتفاعه فجعل حوالي خمسة أمتار، فأما ثخنه فحوالي المترين. وقد بُني بحجارة مصقولة صقلًا جيدًا, ورصفت رصفًا حسنًا وربط بينها ملاط قوي شد الأحجار شدًّا. وقد جعل له باب عرضه خمسة أمتار يمكن غلقها بإحكام، ولزيادة مقاومتها توضع صفوف من الأحجار الثقيلة خلفها أيام الخطر، فتسد بها وتكون وكأنها قد سدت بجدار قوي سميك. وهناك آثار جدر أخرى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015