عليهم، وسلّم ما غنمه إلى سلامة1.
ووقع يوم جدود بسبب عزم الحارث بن شريك على غزو بني سليط بن يربوع. جمع الحارث بني شيبان وذهلًا واللهازم ثم سار بهم إلى أرض بني يربوع راجيًا مباغتتهم. ولكنه ما كاد يصل إلى بلادهم حتى شعروا به، وهاجوا عليه. فلم يتمكن من غزوهم، فتركهم وذهب نحو بني رُبَيْع بن الحارث بجدود، فأغار عليهم، وأصاب سبيًا ونعمًا. فبعث بنو ربيع صريخًا إلى بني كليب بن يربوع يطلب العون، فلم يجيبوهم، فذهب الصريخ إلى بني منقر بن عبيد، فركبوا في الطلب، ولحقوا بكر بن وائل واصطدموا بهم وانتصروا عليهم فرجعوا بأموال وغنائم وبما كانت بكر بن وائل سلبته من بني ربيع بن الحارث. وكان رئيس بني يربوع في هذا اليوم: قيس بن عاصم المنقري2.
ويعد الحارث بن شريك بن الجرارين في ربيعة، ويعرف بالحوفزان3. وفي يوم ذي طلوح وقع أسيرًا في أيدي بني يربوع. فلما غزا مع قومه بني يربوع في هذا اليوم، كانت يربوع يقظة عارفة بعزم بكر، فأخذوا بكرًا على غرة، وسقط الحوفزان أسيرًا فجزت ناصيته ودفع مئتين من الإبل حتى فدى نفسه من الأسر4.
وأما قيس بن عاصم المنقري، فهو من سادات "منقر" من تميم، ويعد من سادات أهل الوبر، ومن حلماء بني تميم، وممن حرّم الخمر على نفسه في الجاهلية5.
ولما أغار حزيمة "خزيمة" بن طارق التغلبي على بني يربوع، وهم بزرود، واستاق إبلهم، كانت نتيجة غزوته هذه أن تعقب بنو يربوع أثره وأسروه،