وقد استعمل المسلمون لفظة "العامل" وبقوا يستعملونها أمدًا. وعين الرسول عُمالًا على الصدقات1. واستعملت بمعنى أوسع أيضًا، شمل الضرائب والإدارة.

وأطلق "الطبري" لفظة "العامل" على ملوك الحيرة، فنجد في كتابه جملة:

"من عمال ... "، وورد أن "امرأ القيس" كان عاملًا للفرس، وكان يحكم الحجاز2.

ويذكر علماء اللغة أن "العُمالة": رزق العامل الذي جعل له على ما قلد من العمل.

والولاية بمنزلة الإمارة، والولي هو الذي يتولى إدارة شئون الولاية3. وقد استعملت في الإدارة الإسلامية. واستعملت لفظة "الأمير" في معنى من يتولى إمارة الجيش، فقيل: "أمراء الجيش" وهم كبار القادة الذين توكل إليهم مهمة تسيير الجيش وإدارته في السلم وفي الحرب.

وتؤدي لفظة "الوكيل" معنى العامل أيضًا. جاء في نص "العمارة" "ووكلهن فرسولروم"، أي: "ووكل لفارس وللروم"4. ولكنني لا أستطيع أن أجزم بأن لفظة "الوكيل" كانت مستعملة اصطلاحًا مقررًا مثل لفظة "عامل" في ذلك العهد، أي: سنة "328" للميلاد، وهي سنة تدوين النص.

ومن الدرجات المهمة من الوجهة العسكرية والإدارية "الخفارة"، بمعنى الحراسة والمراقبة. والخفير هو المجير والحارس والحامي والأمان5. وكان ملوك الحيرة قد عينوا "الخفراء" على المواضع الحساسة لحمايتها والدفاع عنها. وقد كان الساسانيون قد عينوا خفراء منهم ومن العرب لحماية الحدود، ولما حاصر "خالد بن الوليد" "عين التمر" وتغلب عليها قتل "هلال بن عقبة"، وكان خفيرًا بها6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015