وعرف عند الجاهليين نوع خاص من الطنافس قيل له: "الرحال"، ذكر أنه من طنافس الحيرة. وإليه أشار الأعشى بقوله:
وَمَصابِ غادِيَةٍ كَأَنَّ تِجارَها ... نَشَرَت عَلَيهِ بُرودَها وَرِحالَها1
وقد استعملت الكراسي والأسرة في بيوت الأغنياء. والكرسي السرير. وأما السرير، فهو ما يجلس عليه وينام فوقه أيضًا. وقد عبر به عن الملك والنعمة2.
والظاهر أن ذلك بسبب كونه من مظاهر الغنى والجاه. و"الخلب" الكرسي قوائمه من حديد3.
ويقال للمجلس "الموثب" في لغة "حمير". ويراد بها أسفل الشيء وما يستقر على الأرض. وهي قريبة في المعنى من لفظة "شت" و"اشدو"4.
وقد استورد أهل مكة الأواني الغالية والأثاث الراقي من بلاد الشام، لما عرفت به هذه البلاد من التقدم في الصنعة وحسن الذوق، ولقربها من الحجاز، كما استوردوها من العراق. ويمكن معرفة أصولها والأماكن التي وردت منها بدراسة أسمائها. فأكثر أسماء الأشياء المستوردة، هي أسماء معربة. عربت من أصول أعجمية، ويمكن الوقوف على أصلها بدراسة أصولها اللغوية التي جاءت منها.
وقد تبنى "دكك" عند باب البيت، يجلس عليها الدرابنة، أي "البوابون"، لمنع الغرباء من الدخول داخل البيت، ولحراسة الدار. وقد أشير إليها في شعر ينسب للمثقب العبدي:
فَأَبقى باطِلي وَالجِدُّ مِنها ... كَدُكّانِ الدَرابِنَةِ المَطينِن5
أما بيوت الفقراء، فهي كما يظهر من روايات أهل الأخبار، بيوت حقيرة إن جاز إطلاق لفظة "بيت" و"بيوت" عليها. وهي من طين ومن بيوت شعر، لا تقي من برد ولا من حر، لذلك فإن الطبقة الفقيرة عاشت عيشة