الإشادة بمكانته وبمنصبه قالوا: "إنه لكريم المضرب شريف المنصب"، وإذا أرادوا ذَمَّ إنسان، قالوا: "مايعرف له مضرب عسلة"1، و"لا منبض عسلة"، أي: من النسب والمال، يقال ذلك إذا لم يكن له نسب معروف ولا يعرف أعراقه في نسبه2. ولما كانت المضارب من بيوت الملوك، وأهل الجاه وهم خيار الناس ونخبتهم، صارت المضارب كناية عن الجاه والشرف والمال.

و"السرادق"، كل ما أحاط بشيء من حائط أو مضرب أو خباء. وقيل: كل بيت من "كرسف" فهو سرادق3. وترد اللفظة في الفارسية بمعنى حائط أو حاجز من نسج غليظ حول خيمة4.

وذكر أن "الفسطاط" ضرب من بيوت الشعر. والظاهر أنه البيت الكبير. وورد "الفسطاط العظيم"، وهو "فسطاط الملك"5. وذكر أن الفسطاط هو مجتمع الناس. وذكر أن الفسطاط ضرب من الأبنية في السفر دون السرادق وبه سميت المدينة: مدينة الفسطاط6. ويظهر أن الكلمة من الألفاظ المعربة عن الفارسية، وهي في هذه اللغة بمعنى "خيمة"7.

و"الطراف" خباء من أدم يتخذه الأغنياء8. و"الطوارف" من الخباء ما رفعت من جوانبه ونواحيه للنظر إلى خارج9. قال عروة بن الورد:

رأيت بني غبراء لا ينكرونني ... ولا أهل هذاك الطراف الممدد10

يعني أن الفقراء يعرفونني بإعطائي، والأغنياء يعرفونني بفضلي وجلالة قدري وتكون بيوت الأعراب المتناثرة، وهي خيامها، منازل القبيلة ومضاربها.

وتحيط خيامها بخيم الرئيس. فتكون من ذلك مستوطنة بدوية. ومنها يتألف مجتمع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015