أدم ليس له كفاء، وهو من بيوت الأعراب ذكر في شعر طرفة بن العبد:

رأيت بني غبراء لا ينكرونني ... ولا أهل هذاك الطراف الممدد1

وقد اشتهر "بنو قيدار" بخيمهم المصنوعة من شعر الماعز. وقد أشير إليها في التوراة. وهم رعاة في الغالب يعيشون على الرعي، ولذا اتخذوا بيوتهم من شعر الماعز، فصارت ذات لون أسود. وقد اشتهروا ببراعتهم في الرمي بالقوس2.

وأصحاب الخيام المصنوعة من شعر الماعز أو من الصوف، هم من الأعراب أصحاب الماشية، الذين يعيشون في مواضع تكثر فيها الأمطار وتكون غير بعيدة عن المدن والقرى ومواضع الماء، ولذلك يعيشون في الغالب على الرعي.

وفي سعة الخيمة دلالة على منزلة صاحبها ومكانته وثرائه. ولذلك يفتخر العزيز منهم بسعة بيته، أي خيمته. وقد تقطع الخيمة بقاطع، يقسمها إلى قسمين: قسم للحريم، أي للنساء والسكن، لا يدخله غريب. وقسم يكون للرجال وللضيوف، يجلسون ويأكلون فيه. ويكون ناديًا ومضيفًا يخصص للقادمين ولضيوف صاحب ذلك البيت.

ولسيد القبيلة خيمة كبيرة تكون "مضرب القبيلة"، ومقر السيد الرئيس ونادي القوم. يسمر فيها "رب القبيلة"، ويأوي إليها الضيوف3. وإليها يلتجئ المحتاج ومن به حاجة إلى الإقراء أو أية حاجة أخرى. ويفتخر سيد القبيلة بمضربه هذا، ويتباهى به على أقرانه، وتفتخر قبيلته به أيضا؛ لأنه يرفع رأسها بين القبائل. وورد المضرب: الفسطاط العظيم، وهو فسطاط الملك4.

وتضرب للسادات الأشراف والأغنياء قبب خاصة تكون من الأدم. فكان لرؤساء القبائل أصحاب العز قباب من أدم، كما كان من عادة ملوك الحيرة ضرب قباب من الأدم لأصحاب الجاه وسادات القبائل الكبار الذين يفدون عليهم.

وتعتبر هذه القباب من أمارات التعظيم والتفخيم والامتياز والجاه عند الملوك. ولذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015