وقد سابق الرسول بين الخيل التي قد ضمرت من موضع "الخفياء" إلى "ثنية الوداع" والمسافة بين الموضعين خمسة أميال أو ستة، وقيل ستة أميال أو سبعة. وسابق بين الخيل التي لم تضمر من "الثنية" إلى مسجد "بني زريق" والمسافة ميل أو نحوه. وسابق بين الخيل على حلل أتته من اليمن، فأعطى السابق ثلاث حلل والمصلي حلتين، والثالث حلة، والرابع دينارًا، والخامس درهمًا، والسادس قصبة. وقد ساهمت خيله في السباق.
وراهن رسول الله على الخيل، وذكر أن أول مسابقة كانت في الإسلام سنة ست من الهجرة. سابق رسول الله بين الخيل، فسبق فرس أبي بكر فأخذ السبق. والمسابقة مما كان في الجاهلية، فأقرها الإسلام1.
وفي الحديث: أحاديث عن الرسول في السبق، منها: " لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر "، فالخف للإبل، والحافر للخيل، والنصال للرمي2 وبقية الأحاديث في كتب الحديث والفقه.
ولم يقتصر السباق عند الجاهليين على السباق بين الخيل، بل سابقوا بين الإبل، وجعلوا للسباق خطرًا، كما سابقوا بين الكلاب والحمير والحيوانات الأخرى.
ومن سباق أهل الجاهلية والإسلام، السبق بالنصل، أي المراماة بالسهم. وذلك بأن يوضع خطر، ويذكر عدد الرمي والهدف، فمن أصاب الهدف أكثر من غيره نال السبق. وقد عرف نفر من الجاهليين بإصابتهم الهدف، وبقوة رميهم، وجعلوا لقوة الرمي وشدته أو لرخاوته ولمكان من إصابته الهدف درجات هي: الخاضل، والخازق والخاسق، والحابي، والمارق، والخارم، والمزدلف. والخاضل الذي يقرع الشن ولا يخدشه، والخازق الذي يخدشه ولا يثقبه، والخاسق الذي يثقبه ويثبت فيه، والحابي أن يدني الرامي يده من الأرض فيرميه فيمر على وجه الأرض فيصيب الهدف، والمارق الذي يمرق الشن