والتسابق على ظهور الخيل رياضة الأثرياء والفرسان القديمة. وهي لا تزال معروفة، وإن كانت قد أخذت تلفظ أنفاسها بسب إقبال الأثرياء على ركوب السيارات الفخمة التي لفتت أنظارهم وجرتهم إليها، فلم يبق من يمارس تلك الرياضة إلا أولئك الذي لم تصل السيارات إليهم بكثرة، لوعورة الطرق وإمعانهم في البوادي وابتعادهم عن المواطن التي أخذت تغزوها منتجات الغرب.
ويذكر أهل الأخبار أن أول من ركب الخيل "إسماعيل"، ولذلك سميت ب "العراب"، وكانت قبل ذلك وحشية كسائر الوحوش. خرج إلى موضع "أجياد"، فنادى بالخيل، فلم يبق على وجه الأرض فرس بأرض العرب إلا أجابته فأمكنته من نواصيها وتذللت له. ولذلك قال النبي: "اركبوا الخيل فإنها ميراث أبيكم إسماعيل"1.
وراهن أهل الجاهلية على الخيل، فكانوا يخرجون إلى السباق ويقال: مجتمع الناس للرهان، ثم يتراهنون هنالك على الخيل المتجمعة و "السابق" من الخيل، وهو الأول، هو الذي يأخذ الجائزة الأولى، ويتلوه "المصلَّي" وهو الفائز الثاني2. و "الحلبة" الدفعة من الخيل في الرهان خاصة، وقيل: خيل تتجمع