ويا ابن الفاعلة، و "يا عاض أير أبيه"، و "يا مصفر استه"1، و "يا ابن ملقى أرحل الركبان"2.

وعيرت العرب بالبخل. والبخل هو على نقيض الكرم. وقد ذُمّ بعض الجاهليين لبخلهم ولحرصهم الشديد على مالهم وعدم مساعدتهم للفقراء والمحتاجين، وقد انتخبوا من بينهم رجلًا زعم أنه أبخل الناس في الجاهلية اسمه "مادر"، "بخل مادر" و "أبخل من مادر". وهو رجل من "بني هلال بن عامر". ذكر أنه كان إذا أتى ماءً روي وأروى، ملأه مدرًا ضنا على غيره بوروده. وأنه بلغ من بخله أنه سقى إبله، فبقي في الحوض ماء قليل، فسلح فيه ومدر الحوض بالسلح، أي لطخه3. وورد في الأمثال: "ألأم من مادر"4.

وعيّرت بالغدر. قال بشر:

رَضِيعَةُ صَفْحٍ بالجباه ملمة ... لها بَلَقٌ فوقَ الرءوس مشهَّرُ

وصفح رجل من "بني كلب بن وبرة"، جاور قومًا من "بني عامر"، فقتلوه غدرًا. يقول غدرْتكم ب "زيد بن ضباء الأسدي"، أخت غدرتكم بصفح الكلبي5.

وعيرت من ينكر الصنيع الجميل والفعل الحميد، فينسى إحسان من أحسن له، وعيرت من لا يفي، ولا سيما من أكل الخبز والملح، وهما من موجبات الوفاء، فقالوا: "ملحه على ركبته"، في عدم الوفاء6.

وإذا سبت العرب أحد الموالي، قالت: يا ابن حمراء العجان، أي يا ابن الأَمة. كلمة تقولها في السبّ والذمّ. والعرب تسمّي الموالي: الحمراء7. وكانوا يعيرون "الأتاوي"، وهو الغريب في غير موطنه، ولا يعدلون أحدًا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015