وقد يعبر عن غاية الجود بقولهم: "هو جبان الكلب"، أي نهاية في الكرم وكثرته، لأنه لكثرة تردد الضيفان إليه يأنس كلبه فلا يهر أبدًا. قال حسان بن ثابت:

يُغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون من السواد المقبل1

ومن الجود والكرم: الرفادة. والرفد: العطاء وإعانة المحتاج. ومن ذلك ما فعلته قريش من "الرفادة"، حيث اتفقت أن يخرج كل إنسان مالًا بقدر طاقته، يشترون به للحاج الجُزر والطعام والزبيب للنبيذ، فيجمعون من ذلك مالًا عظيمًا، فلا يزالون يطعمون الناس حتى تنقضي أيام موسم الحج. وذكر أن "هاشم بن عبد مناف"، كان أول من قام بالرفادة، وأول من هشم الثريد، وقد سُمّي هاشمًا لهشمه الثريد2.

وذكر علماء اللغة أن السخاء مراتب ثلاث: سخاء وجود وإيثار. فالسخاء إعطاء الأقل وإمساك الأكثر. والجود إعطاء الأكثر وإمساك الأقل، والإيثار إعطاء الكل من غير إمساك شيء. وهو أشرف درجات الكرم3.

ويعبر عن السخاء ب "الندى". ويقال "هو ندي الكف"، إذا كان سخيًّا4. و "طلحة الندى"5، أي السخي الكريم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015