الذي حصل على برديّ مُحوّق من النعمان بن المنذر في مجلس مفاخر حضرته وفود العرب عقد بحضرة النعمان بن المنذر في الحيرة. وقد بزّ عامر هذا الحاضرين في الفخر وفي الانتساب على الطريقة المألوفة. ولما سأله النعمان: بِمَ أنت أعز العرب؟ قال: العِزّ والعدد من العرب في معد، ثم في نزار، ثم في تميم، ثم في سعد، ثم في كعب، ثم في عوف، ثم في بهدلة، فمن أنكر هذا من العرب فلينافرني؟ فلما لم ينافره أحد، ذهب بالبردين1.
وتميم من القبائل العربية الكبيرة المعروفة، وقد نعتهم ابن حزم بقوله: "وهم قاعدة من أكبر قواعد العرب"2. وتعد في مقابل قيس وربيعة، وهي الممثلة لمجموعة مضر في بعض الأحيان. وهي أقرب جغرافيًّا وتأريخيًّا إلى قيس وربيعة منها إلى كنانة3. ومعارفنا عن تأريخها مستمدة مثل معارفنا عن القبائل الأخرى المماثلة من الروايات المدونة في كتب الأخباريين4.
ويزعم الأخباريون أن جد هذه القبيلة مدفون في موضع "مُرّان"5، وهم يروون قصصًا عنه وعن ميلاد أولاده من هذا النوع الذي ألفنا وروده عن الأخباريين6.
ولا نستطيع في الوقت الحاضر أن نرتقي بتأريخ تميم عن القرن السادس للميلاد، فليست لدينا موارد تأريخية يعتمد عليها ترفع تأريخ هذه القبيلة إلى