له بغلة بيضاء وسمع بذلك قيصر، فأغرى به الحارث بن أبي شمر الغساني ملك غسان، فأخذه وصلبه بفلسطين"1.

أما لخم، الأخ الآخر لعاملة وجذام، فولد جزيلة ونمارة، وولد نمارة عديًّا، وهو عَمَم وحبيب وجذيمة، وهم العباد، وغيرهم. وولد حبيب، هانئًا، ومن نسله تميم الداري صاحب رسول الله، ومن نمارة عمرو بن رزين بن لخم، ومن ولده قصير الوارد اسمه في قصة الزبّاء، ومن نسل عَمَم بنو نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مسعود بن مالك بن عمم بن نمارة بن لخم، رهط آل المنذر ملوك الحيرة2.

ويظهر أن اللخميين كانوا أقدم جماعة في هذا الحلف، وقد كانوا قبل الإسلام في بلاد الشأم والعراق وفي البادية الفاصلة بينهما وفي مواضع متعددة من فلسطين. ومنهم كما رأينا كان آل لخم ملوك الحيرة. ولا يستبعد أن يكون ظهور هذه القبيلة على أثر تصدع حكومة تدمر. حيث مكن هذا التصدع رؤساء القبائل الكبرى من الظهور. وقد كان اللخميون على النصرانية مثل الغساسنة في الشأم3.

وبدل القصص المروي عن أصل لخم، وانحدارها من صلب إبراهيم، على قدم هذه القبيلة في نظر أهل الأخبار. ومما جاء في هذا القصص أن أحد بني لخم هو الذي أخرج يوسف من البئر4. وقد لعب اللخميون دورًا هامًّا كما رأينا في سياسة البادية وفي مقدرات عرب الشأم والعراق.

وفي الإسلام صارت كلمة "لخم" تطلق على جذام. ويدل ذلك على الصلات الوثيقة التي ربطت بين القبيلتين. ثم قل استعمال كلمة "لخم" ولخمي، بالقياس إلى جذام. حتى صات لخم تعني في الغالب الأمراء اللخميين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015