صحار، وذكروا أن لغة طيء هي لغة هذا الشيخ الصحاري1. وقد أوجد الأخباريون هذه القصة تفسيرًا لبعض المميزات اللغوية التي امتازت بها لهجة طيء. وصحار اسم موضع واسم بطن من قضاعة أيضًا. وقد أخذت بطون قضاعة مواطن طيء في الشمال، واختلطت بعض بطون طيء بقضاعة. فهل عنى الأخباريون بصحار هذا البطن من قضاعة، ولا سيما إذا تذكرنا أن علماء اللغة يذكرون وجود التلتلة في لغة طيء، وقد نسبوا التلتلة إلى قضاعة كذلك؟ ولا يستبعد أن يكون لأسطورة الأخباريين عن الشيخ الصحاري، شيء من الواقع، كأن يشير ذلك إلى صلة صحار بطيء.

ويذكر الأخباريون أن الرئاسة في الجاهلية على طيء كانت لبني هنيء بن عمرو بن الغوث بن طيء، وهم رمليون وإخوتهم جبليون، ويعنون بذلك أنها كانت تنزل البوادي، لا جبلي طيء. ومن ولده إياس بن قبيصة بن أبي غفر بن النعمان بن حيّة بن سعنة بن الحارث بن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن سفر بن هنيء بن عمرو بن الغوث بن طيء2 الذي ولي ملك الحيرة بأمر كسرى -كما سبق أن أشرت إلى ذلك في الفصل الخاص بتأريخ الحيرة- وكان له شأن يذكر عند الفرس.

وكان لطيء جد هذه القبيلة من الولد: فطرة، والغوث والحارث. فأما ولد الحارث فدخلوا في مهرة بن حيدان. وأما ولد فطرة3، فمنهم: جديلة، وولد خارجة بن سعد بن فطرة، وتيم الله، وحيش، والأسعد. ومن نسل هؤلاء تفرعت سائر بطون طيء4.

ومن بني الغوث بن طيء بنو ثعل5، ومنهم سلامان وجرول6. ومن بني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015