لها من الدخول في القبائل الأخرى والاندماج فيها، لحماية نفسها من تعديات القبائل والبطون القوية عليها.

وكلب من قبائل قضاعة الشهيرة. وتنسب إلى هذه المجموعة: تغلب بن حلوان فجدّها في عرف النسابين كلب بن وبرة بن تغلب1 بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وكانوا ينزلون في الجاهلية دومة الجندل وتبوك وأطراف الشام2. وقد كانت لهم لهجة خاصة لم يستعملها أحد من الشعراء الجاهليين3. ولعل ذلك بسبب اتصال هذه القبيلة بالنبط، أي ببقية بني إرم وبغيرهم ممن لم تكن لهم عربية نقية، فتأثرت لهجتها بهذا الاختلاط.

واشتهر من رجال هذه القبيلة زهير بن جناب، وهو ممن يدخله الأخباريون في المعمرين الجاهليين4. وجعلوا عمره أربعمائة وعشرين سنة، ونسبوا إليه مئتي وقعة، وجعلوه سيد قومه وخطيبهم وشاعرهم ووافدهم إلى الملوك وطبيبهم وكاهنهم وفارسهم، ونسبوا إليه الأمثال والشعر، وذكروا أن من شعره قوله:

ونادمت الملوك من آل عمرو ... وبعدهم بني ماء السماء5

وأنه قاله وقد بلغ من العمر مئتي عام، فجعلوه بذلك معاصرًا للمناذرة ملوك الحيرة، فيكون على قولهم هذا قد عاش طويلًا في الإسلام. وقد أدرك هشام بن الكلبي هذا التناقض في إحدى رواياته، فصحح عمر زهير واقتصر على مئتي عام6. وهو عمر كاف ولا شك يشتاق أن يبلغه كل إنسان. ولكنه عمر استقله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015