جُدّة وما دونها إلى منتهى ذات عرق، إلى حيِّز الحرم، من السهل والجبل. وبجُدّة ولد جدّة بن جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وبها سُمِّي على قول أصحاب الأخبار1.
أما حيدان2، فتنسب إلى حيدان بن عمرو بن الحاف، والد مهرة في نظر النسابين3، فهو جدّ قبيلة عربية جنوبية على هذا الرأي4، وما زال اسم مهرة معروفًا حتى الآن، ولمهرة لغة خاصة، عني بدراستها المستشرقون، وهم من القبائل العربية القديمة التي ورد ذكرها في مؤلفات "الكلاسيكيين"5. وقد علل بعض العلماء القدماء بعد لغة مهرة عن العربية بقوله: "مهرة انقطعوا بالشَّحر، فبقيت لغتهم الأولى الحميرية لهم، يتكلمون بها إلى هذا اليوم"6. وذكر ابن حزم لحيدان أولادًا آخرين، هم يزيد، وعُريب، وعربد، وجنادة7.
ويظهر من روايات النسابين أن بطون حيدان لم تكن كثيرة، وأن مواطنها لم تتجاوز العربية الجنوبية، وأنها كانت تتكلم بلهجات العربية الجنوبية القديمة، وحافظت عليها في الإسلام. فهي مثل بطون حمير، تختلف في لهجتها عن القبائل الأخرى التي تكلمت بلهجة مقاربة من اللهجة العربية الفصحى. إذنْ فما الرابط الذي جعل النسابين يرجعون نسب قبائل حيدان إلى قضاعة مع هذا الاختلاف البين في اللهجات؟ ومع سكناها في محل قاص ناءٍ عند الساحل الجنوبي للجزيرة؟