أولاد، جعلهم بعضهم تسعة، هم: الهميسع، ومالك، وزيد، وعريب، ووائل و "مشروح" مسروح1، ومعد يكرب، وأوس، ومرة2. وجعلهم بعض آخر أقل من ذلك، أو أكثر عددًا3
وهم أنفسهم أجداد قبائل حمير. ومن نسل هؤلاء: بنو مرة، وهم في حضرموت، والأملوك، وبنو خيران، وذو رعين، وبنو هوزن، والأوزاع4، وبنو شعبان5، وبنو عبد شمس، وبنو شرعب، وزيد الجمهور. وبنو الصوّار، وأكثر قبائل حمير منهم. وقد كان الملك فيهم وبقي إلى مبعث الرسول. ومنهم الحارث الرائش الذي غزا -على زعم الأخباريين- الأعاجم والروم، وعرف ب "ملك الأملاك"، وحملت إليه الهدايا من أرض الصين وبلاد الترك والهند، وملك الأرض بأسرها، وأدت إليه جميع الناس الخراج6. وقد جعلوا مدة حكمه خمسًا وعشرين ومئة سنة، وهي مدة لا أدري كيف اكتفى بها أصحاب الأخبار الذين اعتادوا منح العمر الطويل لملوك هم أقل شأنًا ودرجة بكثير من هذا الملك المظفر السعيد.
ويظهر لنا من تدقيق منازل القبائل والبطون المنسوبة إلى حمير، أنها كانت في العربية الجنوبية، وأنها بقيت في مواضعها على الغالب في الإسلام. بينما نجد قبائل "كهلان" وبطونها، وهي فرع سبأ الثاني وقد سكنت في مواضع بعيدة عن اليمن. وهي قبائل ضخمة. أضخم من قبائل حمير. ثم إنها كانت تتكلم بلهجة قريبة من لهجة القرآن الكريم في الإسلام. أما بطون حمير، فقد كانت تتكلم بلغة ركيكة رديئة غير فصيحة بعيدة عن العربية على حدّ تعبير الأخباريين، ويظهر أن هذا التباين كان عاملًا مهما في تميز حمير عن غيرها وفي حشر البطون في جذم حمير. فمن حافظ على لهجته القديمة، وبقي يستعملها، عُدّ في هذا