من القبائل توحدت مصالحها, فاتفقت على عقد حلف فيما بينها على نحو ما مر1.
وفي كتب الأنساب والأدب أدلة عديدة معروفة على أسماء أحلاف, مشت بين الناس وفشت وشاعت حتى صارت كأنها نسب من الأنساب, ومن ذلك "الأحلاف" و"المطيبون". جاء "ابن صفوان" إلى "عبد الله بن عباس", فقال له: "نعم الإمارة إمارة الأحلاف، كانت لكم", فقال "ابن عباس": "الذي كان قبلها خير منا. كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المطيبين، وكان عمر من الأحلاف" يعني: "إمارة عمر"2, وقيل لعمر: أحلافي؛ لأنه عَدَوِي. والأحلاف صار اسمًا لهم كما صار الأنصار اسمًا للأوس والخزرج3.
وقد أشرت سابقًا إلى اسم "تنوخ". و"الأحابيش" حلف عُقد عند جبل حبش بأسفل مكة، فعرف المتحالفون به. وهم "بنو المصطلق، والحيا بن سعد بن عمرو، بنو الهون بن خزيمة"، وذلك على حد قول أكثر أهل الأخبار4.
و"الرباب" حلف أيضًا ضم خمس قبائل، هي: تيم، وعدي, وعكل، ومزينة, وضبة، ولكنه سار بين الناس ومشى وكأنه اسم جماعة ترجع إلى نسب واحد5. وأما "الأحلاف" الذين ورد اسمهم في شعر "زهير بن أبي سلمى"، فهم "أسد" و"غطفان"، ويقال لحلفهما المذكور أيضًا: "الحليفان"6. و"الأحلاف" كذلك: قوم من "ثقيف"7.
لقد تركت الأحلاف أثرًا مهمًّا في الحياة السياسية والاجتماعية عند العرب قبل