عن تنوخ وأمثال تنوخ1.

ومن هذا القبيل، الحلف الذي قيل له: "البراجم", وهو من عمرو وظليم وقيس وكلفة وغالب. زعم أهل الأخبار أن "حارثة بن عمرو بن حنظلة"، قال لهم: أيتها القبائل التي قد ذهب عددها، تعالوا فلنجتمع ولنكن كبراجم يدي هذه, فقبلوا، فقيل لهم: البراجم, وهم يد مع عبد الله بن دارم. فنحن أمام حلف من أحياء قل عددها وذهب أمرها، وخافت على نفسها، فلم تجد أمامها من وسيلة للمحافظة على حياتها سوى التحالف، فكان من ذلك حلف البراجم2.

ونجد لفظة "الحليفان" للدلالة على تحالف قبيلتين، أو "الأحلاف" تعبيرًا عن حلف عُقد بين قبيلتين أو أكثر -تتردد في كتب أهل الأنساب والأخبار, وقد قصد بها أحلاف عديدة. فقد قيل لأسد وغطفان: "الحليفان"؛ لأنهما تحالفا وتعاقدا وعقدا حلفًا بينهما على التناصر والتآزر، كما قيل لهما "الأحلاف", والأحلاف أسد وغطفان3, وقيل لقوم من ثقيف: "الأحلاف". والظاهر أنهم كانوا في الأصل طوائف لم تتمكن من البقاء وحدها في وسط عالم لا يعيش فيه إلا القوي، فتحالفت للدفاع عن نفسها، ويقال لأسد وطيء: "الحليفان", ولفِزَارة وأسد: "حليفان"؛ لأن خزاعة لما أجلت بني أسد عن الحرم، خرجت فحالفت طيئًا، ثم حالفت بني فزارة4.

ولما تحالفت غطفان وبنو أسد وطيء، قيل لهم: الأحاليف؛ لعقدهم حلفًا على التناصر والتآزر5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015