الموالي:

والمولى: الولي والعصبة والحليف وابن العم والعم والأخ والابن وابن الأخت والعصبات كلهم والجار والشريك1. فللفظة إذن معانٍ عديدة، أهمها بالنسبة لنا أن المولى: العبد, أي: المملوك الذي يمن عليه صاحبه، بأن يفك رقبته فيعتقه، ويصير المملوك بذلك مولى لعاتقه. وسوف نرى أن الموالي أنواع, وهم الذين نبحث عنهم في هذا المكان.

و"الموالي: العصبة. هم كانوا في الجاهلية الموالي، فلما دخلت العجم على العرب لم يجدوا لهم اسمًا، فقال الله تبارك وتعالى: {فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} . فسموا الموالي.... والمولى اليوم موليان: مولى يرث ويورث, فهؤلاء ذوو الأرحام، ومولى يورث ولا يرث, فهؤلاء العتاقة"2.

والعرب تسمي ابن العم المولى، ومنه قول الشاعر:

ومولى رمينا حوله وهو مدغل ... بأعراضنا والمندبات سروع

يعني بذلك: وابن عم رمينا حوله. ومنه قول الفضل بن العباس:

مهلًا بني عمنا, مهلًا موالينا ... لا تظهرنّ لنا ما كان مدفونا3

والموالي أنواع، موالي عتق وموالي عتاقة، وهو الرقيق أو الأسير الذي تفك رقبته بعتقه, كأن يشتري رجل مملوكًا فيشتريه فيعتقه4. وفي جملة ما كان يفعله الجاهليون في مقابل فك رقبة المملوك اشتراطهم على المملوك عمل عمل يعيَّن له، فإن قام به وأتمه أعتقت رقبته, ويصير مولى لمعتقه إن شاء، وله الخيار في أن يختار غير سيده مولى له، إن اشترط ذلك على سيده، أو اشترط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015