فيقولون: قبائل قريش، ويذكرون أسماءها، بينما هي في الواقع "آل" أو أرهاط وبطون.
ويقال للقبائل التي تستقل بنفسها وتستغني عن غيرها "الأرحى"1، وعرفت القبيلة التي لا تنضم إلى أحد بـ"الجمرة". وذكر أنها القبيلة تقاتل جماعة قبائل, وكل قبيل انضموا فصاروا يدًا واحدةً ولم يحالفوا غيرهم، فهم جمرة. وقيل: الجمرة: كل قوم يصيرون لقتال من قاتلهم لا يحالفون أحدًا ولا ينضمون إلى أحد, تكون القبيلة نفسها جمرة تصبر لقراع القبائل كما صبرت عبس لقبائل قيس. ولما سأل "عمر" "الحطيئة" عن عبس ومقاومتها قبائل قيس، قال: "يا أمير المؤمنين, كنا ألف فارس كأننا ذهبة حمراء، لا نستجمر ولا نحالف، أي: لا نسأل غيرنا أن يجتمعوا إلينا لاستغنائهم عنهم". والجمرة: اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأها من سائر القبائل2.
وذكر أن "الجمرة" ألف فارس، أي: القبيلة التي يكون فيها ذلك العدد من الفرسان، وقيل: ثلاثمائة فارس أو نحوها. والذي يستنتج من آراء علماء اللغة والنسب في تعريف "الجمرة"، أنها القبائل المقاتلة القوية التي تعتمد على نفسها في القتال، ولا تركن إلى غيرها، ولا تحالف غيرها لتستفيد من هذا الحلف في قراع القبائل3.
ومن مفاخر هذه القبائل كثرة ما عندها من فرسان، والفرسان في ذلك اليوم هم عماد حركة الجيوش، ومن أسباب القوة والانتصار. وقد عدوا القبيلة التي يكون فيها ثلاثمائة فارس أو نحوها جمرة، وقيل: الجمرة ألف فارس4.
ومن جمرات العرب: ضبة بن أد، وعبس بن بغيض، والحارث بن كعب، ويربوع بن حنظلة5. وذكر بعض العلماء أن جمرات العرب ثلاث