ويروي أهل الأخبار أن أهل مكة كانوا يفدون على مائدة "ابن جدعان", وأن رسول الله كان فيمن حضر طعامه1.
ورُوِيَ أن الرسول لما أمر بأن يستطلع خبر القتلى من قريش يوم بدر، وأن تلتمس جثة "أبي جهل" في القتلى، قال لهم: " انظروا إن خفي عليكم في القتلى، إلى أثر جرح في ركبته، فإني ازدحمت يومًا أنا وهو على مأدبة لعبد الله بن جدعان، ونحن غلامان، وكنت أشف منه بيسير، فدفعته فوقع على ركبتيه، فخدشت ساقه وانهشمت ركبته، فأثرها باقٍ في ركبته ", فوجدوه كذلك2.
ويذكر أهل الأخبار أن "عبد الله بن جدعان" كان قد مثل قومه "بني تيم" في الوقت الذي أرسلته قريش إلى "سيف بن ذي يزن"، واسمه "النعمان بن قيس"؛ لتهنئته بظفره بالحبشة، وإخراجهم من وطنه. وكان هذا الوفد في وفود من العرب جاءته لتهنئته، وفيها شعراء وأشراف وسادات قبائل. وقد كان في وفد قريش: عبد المطلب بن هاشم، وأمية بن عبد شمس، وخويلد بن أسد، ووهب بن عبد مناف. وقد قدمت تلك الوفود إلى صنعاء، ودخلت قصره: قصر غُمدان3.
ويروى أن عبد الله بن جدعان كان عقيمًا، لم يولد له ولد4, فتبنى رجلًا سماه "زهيرًا" وكناه "أبا مليكة"، فولده كلهم ينسبون إلى "أبي مليكة", وفقد "أبو مليكة" فلم يرجع5.
وكانت له بئر بمكة تسمى "الثريا", وقد ذكر أن "بني تيم" حفروها6.