علماء اللغة أن "البطرق", القائد، معرب، وهو الحاذق بالحرب وأمورها، وهو ذو منصب عند الروم1. فلا يعقل أن يكون "عثمان" قد نال هذه المنزلة عند البيزنطيين, وهي منزلة لم ينلها إلا بعض ملوك الغساسنة مع صلتهم القوية بهم.

ومما يذكره أهل الأخبار عن "عثمان" هذا، أنه كان في رؤساء حرب الفجار من قريش, وأنه كان من "بني أسد بن عبد العزى"، وأنه كان أحد الهجائين2.

ومن وجهاء مكة وساداتها المقدمين المعروفين: عبد الله بن جدعان، وكان ثريًّا واسع الثراء، كما كان كريمًا، أسرف في أواخر عمره في إكرام الناس وبالغ في إعطائهم حتى حجر رهطه عليه لما أسن، فكان إذا أعطى أحدًا شيئًا، رجعوا على المعطى فأخذوه منه. فكان إذا سأل سائل، قال: "كن مني قريبا إذا جلست، فإني سألطمك، فلا ترضَ إلا بأن تلطمني بلطمتك، أو تفتدي لطمتك بفداء رغيب ترضاه"3. وإلى هذا الحادث أشار ابن قيس الرقيات:

والذي إن أشار نحوك لطمًا ... تبع اللطم نائل وعطاء4

وينسبه النسابون إلى "بني تيم بن مُرَّة"، ويقولون في نسبه: إنه "عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة", وهو ابن عم والد الخليفة "أبي بكر"5, ويذكرون "أنه كان في ابتداء أمره صعلوكًا ترب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015