فكانت هذه أول عداوة وقعت بين هاشم وأمية1.

ويذكر أهل الأخبار أن أمية بن عبد شمس كان من جملة من ذهب من رجال مكة إلى "سيف بن ذي يزن" لتهنئته بانتصار اليمن على الحبش وطردهم لهم، وقد دخل عليه مع وفد مكة في "قصر غمدان", وكان مثل أبيه عبد شمس حامل لواء قريش، أي: إنه كان يحملها في الحرب2.

وكان هاشم أول من مات من ولد عبد مناف، مات بغزة فعرفت بـ"غزة هاشم"، وكان قد وفد بتجارة إليها فمات بها، ومات عبد شمس بمكة، فقبر بأجياد، ثم مات نوفل بسلمان من طريق العراق، ثم مات المطلب بردمان من أرض اليمن3. ويتبين من ذلك أن جميع هؤلاء الإخوة، ما خلا عبدَ شمس, ماتوا في أرض غريبة، ماتوا تجارًا في تلك الديار.

وورد في رواية أخرى، أن هاشمًا خرج هو وعبد شمس إلى الشام، فماتا جميعًا بغزة في عام واحد، وبقي مالهما إلى أن جاء الإسلام4.

وأجياد: جبل مكة على رأي، وموضع مرتفع في الذرا غربيّ "الصفا" كما ورد ذلك في شعر للأعشى؛ ذكر أن "مضاضًا" ضرب في ذلك الموضع أجياد مائة رجل من العمالقة، فسمي الموضع بذلك "أجياد"5.

ويذكر الإخباريون: أن هاشمًا كان قد خرج في عير لقريش فيها تجارات، وكان طريقهم على المدينة، فنزلوا بـ"سوق النبط", فصادفوا سوقًا مقامة، فباعوا واشتروا، ونظروا إلى امرأة على موضع مشرف من السوق تأمر بما يشترى ويباع لها, وهي حازمة جلدة مع جمال، فسأل هاشم عنها: أَأَيِّم هي، أم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015