سيل بن حمالة بن عوف بن غنم بن عامر الجادر بن عمرو بن جعثمة بن يشكر" من أزد شنوءة حلفاء في "بني الدِّيل"1. توفي أبوه وهو صغير، وتزوجت أمه بعد وفاة "كلاب" أبيه من رجل من بني عذرة، هو ربيعة بن حرام. ولصغر سن قصي، أخذته أمه معها إلى أرض زوجها في بني عذرة، على مقربة من تبوك، وتركت أخاه الأكبر "زهرة" في أهله بمكة. ولما شب قصي وترعرع، وعرف من أمه أصله وعشيرته، رجع إلى قومه، فنزل بمكة وأقام بها, ونظم أمر قريش2.

ولم يكن اسم قصي قصيًّا يوم سُمي، بل كان "زيدًا" وإنما سمي قصيا بعد ذلك، سمي قصيا على ما يذكر أهل الأخبار؛ لأنه قصيٌّ عن قومه، فكان في بني عذرة، فسمي قصيا لبعد داره عن دار قومه3. وبينا قصي بأرض قضاعة لا ينتمي إلا إلى ربيعة بن حرام, زوج أمه، وهو من أشراف قومه، إذ كان بينه وبين رجل من قضاعة شيء، فأنبه القضاعي بالغربة, فرجع قصي إلى أمه, وقد وجد في نفسه مما قال له القضاعي, فسألها عما قال له ذلك الرجل، فقالت له: أنت، والله، يا بني أكرم منه نفسًا وولدًا. فأجمع قصي الخروج إلى قومه واللحوق بهم، فقالت له أمه: يا بني, لا تعجل بالخروج حتى يدخل عليك الشهر الحرام، فتخرج في حاج العرب، فإنني أخشى عليك أن يصيبك بعض البأس، فأقام قصي حتى إذا دخل الشهر الحرام، خرج حاج قضاعة، فخرج فيهم حتى قدم مكة فلما فرغ من الحج، أقام بها واتخذها له مستقرًّا ومقامًا4.

وتعرف قصي وهو بمكة على "حليل بن حبشية الخزاعي" وكان يلي الكعبة وأمر مكة، ثم خطب إليه ابنته، وهي "حبى" فزوجه إياها، وولدت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015