ويذكر الأخباريون أن قومًا من "جرهم" نزلوا بنجران، ثم غلبهم عليها بنو حمير، وصاروا ولاة للتبايعة، وكان كل من ملك منهم يلقب "الأفعى". ومنهم "أفعى نجران" واسمه "القلمس بن عمرو بن همدان بن مالك بن منتاب بن زيد بن وائل بن حمير"، وكان كاهنًا. وهو الذي حكم على حد قولهم بين أولاد نزأر. وكان واليًا على نجران لبلقيس، فبعثته إلى سليمان، وآمن، وبث دين اليهودية في قومه، وطال عمره، وزعموا أنه ملك البحرين والمشلل.

ثم استولى "بنو مذحج" على نجران. ثم "بنو الحارث بن كعب"، وانتهت رياسة بني الحارث فيها إلى بني الديَّان، ثم صارت إلى بني عبد المدان، وكان منهم "يزيد" على عهد الرسول1.

ويرى بعض أهل الأخبار أن "السيد" والعاقب أسقفي نجران الذين أرادا مباهلة رسول الله هما من ولد الأفعى بن الحصين بن غنم بن رهم بن الحارث الجرهمي، الذي حكم بين بني نزار بن معد في ميراثهم، وكان منزله بنجران2.

وقد سميت "نجران" بنجران بن زيد بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قطحان على رأي بعض أهم الأخبار. وقد اشتهرت بالأدم3.

وقد أرسل الرسول خالد بن الوليد إلى "بني الحارث بن كعب" بنجران، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم، فإن استجابوا إليه قبل منهم، وإن لم يفعلوا قاتلهم. فلما دعاهم إلى الإسلام أجابوه، ورجع خالد مع وفد منهم إلى رسول الله، فأعلنوا إسلامهم أمامه، ثم رجعوا وقد عين الرسول "عمرو بن حزم" عاملًا على نجران. فبقي بنجران حتى توفي رسول الله4.

ولما عاد خالد بن الوليد من نجران إلى المدينة، أقبل معه وفد الحارث بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015