شك، للدفاع عن أنفسهم، إذ اتهموا بأن "أبا رغال" منهم، وقد جاءوا بشعر، زعموا أن "أمية بن أبي الصلت" قاله في حقه، منه:
وهم قتلوا الرئيس أبا رغالٍ ... بمكة إذ يسوق بها الوضينا1
فصيروا القاتل جد ثقيف، ونسبوا له فضل مساعدة نبي من أنبياء الله.
وقد أشار "جرير بن الخطفى" في شعر قاله في الفرزدق إلى رجم الناس قبر أبي رغال، إذ قال:
إذا مات الفرزدق فارجموه ... كرجمكم لقبر أبي رغال2.
وذكر "المسعودي"، أن العرب ترجم قبرًا آخر، يعرف بينهم بقبر العبادي في طريق العراق إلى مكة. بين الثعلبية والهبير نحو البطان. ولم يذكر شيئًا عن سببه، إذ أحال القارئ على مؤلفاته الأخرى3.
وذكر "الهمداني" أن قبر أبي رغال عند "الزيمة". و"الزيمة" موضع معروف حتى هذا اليوم4.
ولما نزل أبرهة المغمس، بعث رجلًا من الحبشة يقال له الأسود بن مقصود على خيل له، حتى انتهى إلى مكة: فساق إليه أموال أهل مكة من قريش وغيرهم، وأصاب منها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم، وهو يومئذ كبير قريش وسيدها، فهمت قريش وكنانة وهذيل ومن كان بالحرم من سائر الناس بقتاله، ثم عرفوا أنه لا طاقة لهم به. فتركوا ذلك. ثم قرروا على أن يرسلوا سيدهم "عبد المطلب" لمواجهة أبرهة والتحدث إليه، فذهب وقابله، وتذكر رواية أهل الأخبار أن أبرهة لما سأله عن حاجته وعما معه من أنباء، قال له: حاجتي إلى الملك أن يرد عليَّ مائتي بعير أصابها لي، فعجب أبرهة من هذا القول وقال له: أتكلمني في مائتي بعير قد أصبتها لك وتترك بيتًا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه؟ قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل، وإن