العربي وتجديده مرتين، وذلك في أيام أبرهة. المرة الأولى في شهر "ذو المدرح" من سنة "657" من التأريخ الحميري المقابلة لسنة "542" للميلاد، والثانية في شهر "ذو معان" "ذ معن" من سنة "658" من التأريخ الحميري، أي في سنة "543" من الميلاد1.
وقد افتتح النص بالعبارة الآتية: "بخيل وردا ورحمت رحمنن ومسحو ورح قدس سطر ذن مزندن، إن أبره عزلي ملكن أجعزين رمحز زبيمن ملك سبأ وذ ريدن وحضرموت ويمنت وأعربهموا طودم وتهمت"2 أي "بحول وقوة ورحمة الرحمن ومسيحه وروح القدس سطروا هذا الكتابة. إن أبرهة نائب ملك الجعزيين رمحز زبيمان ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت وأعرابها في النجاد وفي تهامة".
ويلاحظ أن أبرهة قد لقب نفسه في هذا النص باللقب الرسمي الذي كان يتلقب به ملوك حمير قبل سقوط دولتهم، مع أنه كان "عزلي ملكن أجعزين"، أي نائب ملك الجعزين. والواقع أنه كان قد استأثر بالحكم في اليمن، وحصر السلطة في يديه، وصار الحاكم المطلق، ولم يترك لنجاشي أكسوم غير الاسم، حتى إنه دعاه في هذا النص بـ"ملك الجعز" حسب3.
وفي النص حديث عن ثورة قام بها "يزد بن كبشت" "يزيد بن كبشة" من السادات البارزين في اليمن. وكان أبرهة قد أنابه عنه، وجعله خليفته على قبيلتي "كدت" و"دا"4، غير أنه ثار عليه لسبب لم يذكر في النص، وأعلن العصيان. وانضم إليه أقيال "أقول" سبأ و"أسحرن"، وهم: "ذو سحر" و"مرة" و"ثممت" "ثمامة" و"حنش" "حنشم" و"مرثد" و"حنف" "حنفم" "حنيف" و"ذخلل" "ذو خليل" و"أزانن" الأزان" والقيل "معديكرب بن سميفع"، و"هعن" "هعان" وإخوته أبناء أسلم. فلما بلغ نبأ هذه الثورة مسامع "أبرهة"، سير إليه جيشًا بقيادة "جرح ذزبنر" "جراح ذو زبنور"، فلم يتمكن أن يفعل شيئًا، وهزمه