يقيمون في هذه الأرضين. وقد يكونون قد استولوا عليها بالقوة وألحقوا ما استولوا عليه بمملكة أكسوم1.
وورد في كتابات تعود إلى أيام "علهان نهفان"، بأن هذا الملك كان قد تفاوض مع "جدرت" "جدرة" ملك "أكسوم" والحبشة لعقد صلح معه.
ويظهر من جملة "وأقول وقدمن واشعب ملك حبشت"، أي: "وأقيال وسادات وقبائل ملك الحبشة"، الواردة فيها، أن ملك الحبشة كان يحكم جزءًا من العربية الجنوبية في ذلك الوقت، وإن الملك "علهان نهفان" فتفاوض معه لتحسين العلاقات السياسية فيما بينه وبين الحبش ولضمان مساعدتهم في حروبه مع منافسيه وخصومه2. ويرى "فون وزمن" أن تلك المفاوضات كانت قد جرت في حوالي السنة "180" بعد الميلاد3.
وقد عقد "علهان" حلفًا مع الحبش، ويظهر أنه عقده بعد انتهائه من الحرب التي أعلنها على حمير. تلك الحرب التي اشترك الحبش فيها أيضًا وكذلك أهل حضرموت. ولما عقد "علهان" الحلف مع الحبش، كان ابنه "شعر أوتر" قد اشترك معه في الحكم4.
ولم يدم الحلف الذي عقد بين "علهان" وابنه "شعر أوتر" من جهة والحبش من جهة أخرى؛ إذ سرعان ما نقض ووقعت الحرب بين "شعر أوتر" وبين "الحبش" على نحو ما ذكرت في أثناء حديثي عن حكم "شعر أوتر".
إلا أنه لم يتمكن من القضاء عليهم. ولم يزحهم عن اليمين. بل بقوا في الأرضين التي كانت خاضعة لهم والتي تقع في الجزء الغربي من اليمن5
وقد جاء اسم "جدرت" "جدرة" على هذه الصورة: "جدر نجش أكسم" في النصوص. وورد على هذه الصورة: "جدرت ملك حبشت وأكسمن" في النص الذي وسم بـjamme 6316. ومعنى الجملة الأولى "جدر نجاشي أكسوم".