وقد مدح حسان بن ثابت الأنصاري أميرين من أمراء غسان، هما: عمرو وحجر. وقد ذكر أنهما ملكا من "جبل الثلج" حتى جانبي "أيلة"، وأنهما غزوا أرض فارس1. ويرى "نولدكه" احتمال كون حجر هذا هو أحد أبناء النعمان الذي كُنِّي بأبي حجر2.
وقد ذهب بعض الأخباريين إلى أن عمرًا المذكور في هذه الأبيات هو عمرو بن عدي بن حجر بن الحارث. وأما حجر، فهو حجر بن النعمان بن الحارث بن أبي شمر3. والذي يتبين من هذه القصيدة أن الملكين المذكورين حكما في زمن واحد، وغزوا مشتركين أرض فارس، ويقتضي ذلك أن يكونا قريبين، كأن يكونا أبًا أو ابنًا. أو أخوين، أو أن كل واحد منهما كان يحكم فرعًا من فروع غسان، وذلك بعد تصدع أمر غسان وانقسامهم إلى جملة "مشيخات".
ويرى "ابن الأثير" أن: أبا جبيلة عبيد بن مالك بن سالم، وهو ملك من ملوك غسان على رواية بعض الأخباريين، لم يكن من آل غسان، وإنما كان من "بني غضب بن جشم بن الخزرج"، ذهب إلى غسان فصار عظيمًا عند ملكهم، مطاعًا بينهم، وإليه ذهب "مالك بن العجلان الخزرجي" مستجيرًا به من يهود يثرب، فأنجده وسار معه حتى أوقع في اليهود، ثم رجع عائدًا إلى غسان4.
ولعل "أبا جبيلة الغساني" الذي ذهب إليه الشاعر الجاهلي "الرمق بن زيد بن غنم"5، هو هذا الملك الذي نتحدث عنه.
ويتبين من شعر للأعشى ميمون بن قيس أنه زار الغساسنة، وصحب ملوكهم في ديار الشأم6، واتصل بهم، وقد خاطب أحدهم بقوله: "إليك ابن جفنة"7، غير أنه لم يذكر اسمه.