عَلَيَّ لِعَمروٍ نِعمَةٌ بَعدَ نِعمَةٍ ... لِوالِدِهِ لَيسَت بِذاتِ عَقارِبِ

قال: وكان يقال لعمرو أبو شمر الأصغر، ومن ولده المنذر بن الحارث، والأيهم بن الحارث، وهو والد جبلة بن الأيهم آخر ملوك غسان1.

وقد ذكر في كتب السير والتواريخ اسم أمير غساني، هو الحارث بن أبي شمر الغساني، وهو الذي أرسل الرسول إليه شجاع بن وهب ليطلب إليه الدخول في الإسلام، وكان ملكه على ما يذكره الأخباريون في الشأم، وكان له قصر منيف وحجاب2. وذكر الطبري أنه كان "صاحب دمشق"3. وقد أدخله "محمد بن حبيب" في جملة "العرجان الأشراف"4. وقد عرف بـ"الحارث الأصغر" في شعر لحسان بن ثابت5.

وأرى أن الحارث بن أبي شمر هذا هو "الحارث" معاصر "جبلة بن الأيهم" الذي أشار حسان إليه.

وقد كان "حسان بن ثابت" زار الحارث بن أبي شمر الغساني، وكان النعمان بن المنذر اللخمي يساميه، فقال له وهو عنده: يابن الفريعة، لقد نبئت أنك تفضل النعمان عليَّ فقال: وكيف أفضله عليك ثم أخذ يشرح تفضيله له على النعمان حتى سر الحارث، ثم عاد حسان فنظم ما قاله نثرًا فيه في أبيات زادت من سروره، وحصل على جوائزه وعطاياه6.

وذكر أن حسان بن ثابت كان يفد على جبلة بن الأيهم سنة، ويقيم سنة في أهله. فقال: "لو وفدت على الحارث أبي شمر الغساني فإن له قرابة ورحمًا بصاحبي، وهو أبذل الناس للمعروف، وقد يئس مني أن أفد عليه لما يعرف من انقطاعي إلى جبلة". فخرج في السنة التي كان يقيم فيها بالمدينة، حتى قدم على الحارث، وقد هيأ له مديحًا. فقال له حاجبه وكان له ناصحًا: "إن الملك قد سر بقدومك عليه، وهو لا يدعك حتى تذكر جبلة. فإياك أن تقع فيه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015