وجبلة هو أول من يمكن أن نطمئن إلى وجوده من ملوك الغساسنة كل الاطمئنان وهو "جبلس" "jabalac" عند ثيوفانس. وقد ذكر عنه أنه غزا فلسطين حوالي سنة 500 للميلاد1. ولا نعرف من أمر هذا الرجل شيئًا يستحق الذكر.
وقد نسب حمزة والبطليوسي إليه بناء القناطر وأدرج والقسطل. وقالا إنه حكم عشر سنين2. وذكره "ابن دريد" على هذا النحو: "ومنهم جبلة بن الحارث الملك. وهو ابن مارية التي يقال لها قرطا مارية"3.
وجاء بعد "جبلة" ابنه "الحارث بن جبلة"، الذي يمكن عده أول ملك نعرف من أمره شيئًا واضحًا يذكر من ملوك آل جفنة. وهو في نظر "نولدكه" "أريتاس" "aretas" "arethas" الذي ذكره المؤرخ السرياني "ملالا" "malalas". وقد ذكر أنه كان عاملًا للروم4. ويظن أن حكمه كان من حوالى سنة "529" حتى سنة "569" للميلاد تقريبًا5. وأرى أن حكمه كان قبل سنة "529" للميلاد بقليل؛ إذ ذكر أنه حارب "المنذر" "alamundarus" في حوالي السنة "528" للميلاد6. ومعنى ذلك أنه ولي الحكم في هذه السنة، أو قبلها بقليل.
وقد عرف الحارث هذا عند أهل الأخبار بـ"الحارث الأعرج" وبـ"الحارث الأكبر".
وذكر حمزة والبطليوسي وآخرون أن والدة الحارث هي "مارية ذات القرطين، بنت عمرو بن جفنة"7. وذكر المسعودي ومحمد بن حبيب أنها "مارية بنت الأرقم بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة". واستدرك "محمد بن حبيب" على ذلك بقوله: "ويقال: بل هي مارية بنت ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية بن ثور، من كندة"8. وهي أخت هند الهنود امرأة حجر الكندي، وقد