الذي قيل إنه كان عاملًا "فيلارك" "phylarch" عربيًّا من عمال الفرس، فأغار على "الكورة العربية" "arabia provincia"، وذلك في أواسط القرن الخامس للميلاد، وأعلن نفسه عاملًا على الأرضين التي استولى عليها، واعترف به وبأبنائه عمالًا عليها1.
وزعم المؤرخ حمزة أن أول ملك ملك من غسان هو جفنة بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث. وقد زعم أنه ملك في أيام نسطورس، وهو الذي ملكه على عرب الشأم. فلما ملك، قتل قضاعة من سليح الذين يدعون الضجاعمة، ودانت له قضاعة ومن بالشام من الروم، وبني جلق والقربة وعدة مصانع، ثم هلك. وكان ملكه خمسًا وأربعين سنة وثلاثة أشهر2.
وقد ابتدأ "حسان بن ثابت" بجفنة هذا في قصيدته التي افتخر فيها بنسبة3.
وبجفنة هذا سمي ملوك الغساسنة "آل جفنة"، كما سمي خصومهم "المناذرة" بـ"آل لخم". إلى هذا الرأي ذهب "الأصمعي"، حيث قال: "وجفنة أول ملك ملك من غسان، وإليه تنسب ملوك غسان التي ذكرها حسان بن ثابت الأنصاري في شعره"4. وقد نسب الأصمعي له وصية زعم أنه أوصى بها بنيه في كيفية السير بالناس، وتسيير الملك5.
وعند المسعودي أن أول من ملك من بني غسان بالشأم الحارث بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن غسان بن الأزد بن الغوث، ومن بعده الحارث بن ثعلبة بن جفنة بن عمرو بن عامر بن حارثة، وهو ابن مارية