أي أتباع مزدك، "فقتل منهم ما بين جازر1 إلى النهروان إلى المدائن في ضحوة واحدة مائة ألف زنديق وصلبهم"2، وأعاد المنذر إلى مكانه، وطلب "الحارث بن عمرو، فبلغه ذلك وهو بالأنبار وكان بها منزله ... فخرج هاربًا في هجائنه وماله وولده، فمر بالثوبة3، وتبعه المنذر بالخيل من تغلب وبهراء وإياذ، فلحق بأرض كليب، فنجا وانتهبوا ماله وهجائنه، وأخذت بنو تغلب ثمانية وأربعين نفسًا من بني آكل المرار، فقدمت بهم على المنذر، فضرب رقابهم بـ"جفر الأملاك" في ديار بني مرينا العبادين بين دير هند والكوفة ... "4.

وأضاف "ابن الأثير" إلى هذا الخبر أن "تغلب" قبضت على ولدين من أولاد الحارث هما: "عمرو" و"مالك" في جملة الثمانية والأربعين، فجاءت بهما إلى المنذر في "ديار بني مرينا" فقتلهم5.

ويحدثنا "ابن قتيبة" أن "المنذر" لما أقبل "من الحيرة هرب الحارث، وتبعته خيل فقتلت ابنه عمرًا، وقتلوا ابنه مالكًا بهيت، وصار الحارث بمسحلان فقتله كلب". وزعم غير ابن قتيبة أنه مكث فيهم حتى مات حتف أنفه6.

وذكر "حمزة" الروايات المدونة في كتاب "الأغاني" بحذف بعض كلماتها7.

ولم يشر اليعقوبي إلى من قتل "الحارث" من ملوك الحيرة، بل أوجز فقال: " ... وكانوا يجاورون ملوك الحيرة، فقتلوا الحارث. وقام ولده بما كان في أيديهم، وصبروا على قتال المنذر حتى كافئوه8. ويشعر على كل حال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015