وقد ذكر حمزة أنه نقل أخبار ملوك كندة من "كتاب أخبار كندة"1، وأظنه قصد كتاب ابن الكلبي، الذي أشرت إليه. وفي استطاعة الباحث العثور على الموارد التي تفيدنا في تدوين تأريخ كندة ومعرفة اتجاهاتها وتعيين أسمائها. و"المفضليات" و"الأغاني" و"النقائض" وأمثالها وبقية كتب الأدب، هي خير أمثلة لتطبيق ما أقول.
ويذكر الأخباريون أن مواطن "كندة" الأصلية كانت بجبال اليمن مما يلي حضرموت2. وقد أطلق "الهمداني" عليها "بلد كندة من أرض حضرموت"3. وذكر ياقوت أن كندة مخلاف باليمن، هو باسم قبيلة كندة4، وروى رواية لابن الكلبي تفيد أن هذه القبيلة كانت تقيم في دهرها الأول في "غر ذي كندة" أي في مواطن العدنانيين، ومن هنا احتج القائلون في كندة ما قالوا من نسبهم في عدنان، وهو يدل على وجود فريق كان يرى أن قبيلة كندة من قبائل عدنان5 ويدل هذا الاختلاف على اختلاط كندة بالقحطانيين والعدنانيين، ومن أمثال هذا الاختلاط تتولد الأنساب.
ولم يتحدث الأخباريون عن مواطن كندة قبل استقرارهم في "غمر ذي كندة" وكيف وصلوا إلى هذا الموضع، ولا عن كيفية انتقالهم إلى حضرموت قبل الإسلام. وقد تحدث اليعقوبي عن حرب وقعت بين كندة وحضرموت. طال أمدها، وهلك فيها جمع من الرؤساء، منهم: "سعيد بن عمرو بن النعمان بن وهب"، و"عمر بن زيد" وكان على "بني الحارث بن معاوية" و"شرحبيل بن الحارث" وكان على السكون، وهؤلاء من كندة، و"مسعر بن مستعر" و"سلامة بن حجر" و"شرحبيل بن مرة" وهؤلاء من حضرموت.
فلما ملكت حضرموت "علقمة بن ثعلب" وهو يومئذ غلام، لانت كندة بعض اللين، وكرهت محاربه حضرموت، وكان القتل قد كثر فيها، فصارت كندة إلى أرض معد، ثم ملكوا رجلًا منهم كان أول ملوكهم يقال له "مرتع بن