الذي حمله على ذلك. وقد ذكرها "النابغة" فقال:
بزوراء في أكنافها المسك كارع1
وذكر أن في جملة وزراء النعمان عمرو بن بقيلة والد عبد المسيح، وهو صاحب قصر بني بقيلة بالحيرة. وكان عبد المسيح في جملة من اشترك في المفاوضات مع خالد بن الوليد لعقد الصلح وتسليم الحيرة، وله دير بناه في ظاهر الحيرة في موضع يقال له الجرعة عرف بـ "دير الجرعة" وبـ "دير عبد المسيح"2.
وقد ورد ذكر زوجة من زوجات "النعمان بن المنذر" في كتب الأدب، هي "المتجردة"3. ويظهر أن "جلم بن عمرو"، كان قد تعرض لها، فبلغ أمره "النعمان" فحمله على أن يركب فرسه "اليحموم"، فأرداه4. وقد وصفها "النابغة" في "الدالية" المنسوبة إليه. وسمع "النعمان" بالقصيدة كما يذكر أهل الأخبار، بدس حساد النابغة القصيدة والأشعار الأخرى إلى النعمان، فانزعج منها. ولما بلغ "النابغة" الخبر، فر إلى الغساسنة لينجو بنفسه من عقابه وكان العمان متيمًا بـ "المتجردة" وللشعراء فيها قصائد مشهورات5.
ويذكر أهل الأخبار أن سيفًا من سيوف "النعمان بن المنذر" جيء به إلى الخليفة "عمر"، فأعطاه "جبير بن مطعم"6.
أما عدي بن زيد، فهو من العباديين، أي من نصارى الحيرة. وأما والده فهو زيد بن حماد "حماز" بن زيد بن أيوب بن محروف بن عامر بن عصية بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم، فهو تميمي الأصل7. وكان لزيد ثلاثة أولاد هم: عدي هذا الذي تحدثنا عنه، وعمار "حمار" "حماد" واسمه أبي