أختاه هند ومارية إلى الدخول في هذا الدين. وهذه رواية النساطرة في كيفية تنصر النعمان1.

أما الأخباريون فينسبون تنصره إلى تأثير عدي بن زيد عليه. وهم يروون أنه خرج ذات يوم راكبًا ومعه عدي بن زيد، فوقف بظهر الحيرة على مقابر مما يلي النهر، فقال له عدي بن زيد: أبيت اللعن، أتدري ما تقول هذه المقابر؟ قال: لا! قال: إنها تقول:

أيها الركب المخبون ... على الأرض المجدون

مثل ما أنتم حيينا ... وكما نحن تكونون

ثم قال:

رب ركب قد أناخوا حولنا ... يشربون الخمر بالماء الزلال

ثم أضحوا لعب الدهر بهم ... وكذاك الدهر حالاً بعد حال

فأثر هذا القول –على حد قول الأخباريين- في نفس النعمان، وارعوى، وتنصر2.

وقد كان تنصر "النعمان" في حوالي سنة "593م" تقريبًا، وصار يعد نفسه من حماة المذهب النسطوري الذي انتشر في العراق، كما صارت الحيرة من معاقل هذا المذهب أيضًا لدخول أناس من أصحاب الجاه والسلطان فيه. ومن الحيرة خرج "سرجيوس" "Sergios" في أواسط القرن السادس، فذهب إلى اليمن، إلى نجران، حيث قام بالتبشير هناك، مدة ثلاث سنوات حتى وافته منيته بعد ثلاث سنين3.

وينسب إلى النعمان أبو قابوس دير اللج، وقد دعي بـ "دير اللجة" في "تأريخ سعرت"، ونسبه إلى اللجة ابنة النعمان. وذكر أن في هذا الدير قبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015