يشرف فيه على الموت. فاستأذن للنابغة في الدخول عليه وإنشاده ما نظمه في مدحه فسمح له بالدخول. وأنعم النعمان بالنعم عليه. وهناك روايات تذكر أنه عاد إليه قبل هذا الحادث، فقبل عذره وعفا عنه1.
وفي جملة من كان له شرف الاتصال بالنعمان، وبنيل هباته وجوازه من الشعراء: المنخل اليشكري، والمثقب العبدي، والأسود بن يعفر، وحاتم الطائي وأمثال هؤلاء.
وللأسود بن يعفر شعر معروف، ذكر فيه "آل محرق" و"الخورنق" و" السدير". وله أشعار أخرى ذكرها الرواة. وكان قد أقام مدة عند النعمان ينادمه ويؤاكله2.
ويذكر أن المنخل اليشكري كان ينادم النعمان وينشده القصائد، وكان النعمان يكرمه ويقربه إليه، غير أنه يؤثر شعر النابغة على شعره، وهذا مما غاظ المنخل وجعله يسعى للإيقاع به3. فأوغر صدر النعمان عليه، حتى هم بقتله، فهرب النابغة منه، وخلا المنخل بمجالسة النعمان، وأصبح من أقرب المقربين إليه. ولكن الدنيا كما يقول الناس لا تدوم، فما لبث مدة حتى انقلب الحظ على المنخل، فدفع به إلى "عكب" صاحب سجن النعمان، وهو من بني تغلب، فسجنه وعذبه ثم قتله. وقيل بل دفن حيًّا أو أغرق. ومهما يكن من شيء، فلم تكن خاتمة هذا الواشي خاتمة حسنة، وضرب بنهايته المثل كما ضرب بالقارظ العنزي وأشباهه ممن هلكوا ولم يعلم لهم خبر4.
ويروى أن "يزيد بن خذاق" الشاعر، وهو من "الهيصم"، كان قد هجا "النعمان بن المنذر"، فبعث النعمان كتيبته التي يقال لها "دوسر"، فاستباحت قومه5.
ويذكر أن "لبيد بن ربيعة" كان في وفد زار "النعمان بن المنذر"، فيه