الصدقة، وفرقها في قومه، وجفل إبل الصدقة، فسمي الجفول. قتله "ضرار بن الأسود الأسدي" بأمر خالد بن الوليد1.
وكان نصيب النعمان من يوم السلان كنصيبه من يوم الطخفة، وسبب وقوع هذا اليوم هو أن بني عامر بن صعصعة، وكانوا حمسًا لقاحًا متشددين في دينهم لا يدينون للملوك، تعرضوا للطيمة كان الملك النعمان بن المنذر يريد إرسالها إلى عكاظ لبيعها في السوق. وكان من عادته إرسال لطيمة إلى عكاظ كل عام لتباع هناك. فلما بلغ النعمان الخبر، غضب فبعث إلى أخيه لأمه، وهو "وبرة بن رومانس الكلبي"، وإلى صنائعه وهم من مكان يصطنعه من العرب ليغزو بهم، والوضائع وهم الذين كانوا شبه سادة القبائل، وأرسل إلى بني ضبة بن أد وغيرهم من الرباب وتميم فجمعهم، فأجابوه، وأتاه ضرار بن عمرو الضبي في تسعة من بنيه كلهم فوارس ومعه جبيش بن دلف، فاجتمعوا كلهم في جيش عظيم. وأرسل النعمان معهم تجارة، وأمرهم ألا يتحرشوا ببني عامر إلا بعد الانتهاء من عكاظ ومن الأشهر الحرم. فلما انتهوا من عكاظ، أحست قريش بنيات جماعة النعمان، فأخبروا بني عامر وحذروهم فاستعدوا للقتال. فلما وصل أصحاب النعمان إليهم، قاتلوهم عند موضع السلان، وهو موضع قريب من منازل بني عامر، وتغلبوا عليهم، وأسروا وبرة بن رومانس الكلبي وعددًا من رؤساء القوم، وانهزمت جماعة النعمان، ورضي عندئذ من حملته هذه بدفع دية أخيره وبرة ودية عدد من الرؤساء2.
ويذكر بعض أهل الأخبار أن الذي أعلم "بني عامر" بعزم الملك النعمان على الانتقام منهم، هو وجيه مكة وثريها: عبد الله بن جدعان3.