فقال: وقتله الحارث الأعرج، وهو الحارث الوهاب الجفني يوم عين أباغ. وهو اليوم الذي قيل فيه ما يوم حليمة بسر. وفي كتاب المعارف: أن الذي قتله الحارث الأعرج في يوم حليمة هو المنذر بن امرئ القيس. وكان يوم عين أباغ بعد يوم حليمة. والمقتول في يوم عين أباغ المنذر بن المنذر. وكان خرج يطلب بدم أبيه. فقتله الحارث الأعرج أيضًا. وقد سمعنا أن قاتله مرة بن كلثوم أخو عمرو بن كلثوم التغلبي1.
وقد ذكر "ابن قتيبة" في "كتاب المعارف" أن الحارث بن أبي شمر الغساني، وهو الحارث الأعرج، هو الذي قتل المنذر بن امرئ القيس، قتله بـ "الخيار2". ويظهر من خبره هذا أن قتل المنذر إنما كان بـ "الخيار"، لا في "يوم حليمة"، وأن "الخيار" أو "الحيار" موضع أقرب ما يكون إلى الحيرة منه إلى بلاد الشام.
وهناك رواية أخرى عن مقتل المنذر بن ماء السماء نجدها مدونة في الأغاني، لم تشر إلى عين أباغ ولا إلى يوم حليمة، أو ذات الخيار، خلاصتها. أن شمرًا ابن عمرو الحنفي أحد بني سحيم هو الذي قتل المنذر بن ماء السماء، قتله غيلة لما حارب الحارث بن جبلة الغساني، فبعث إلى المنذر بمئة غلام تحت لواء شمر هذا، يسأله الأمان على أن يخرج له عن ملكه، ويكون له من قبله. فركن المنذر إلى ذلك، وأقام الغلمان معه، فاغتاله شمر بن عمرو الحنفي، فقتله غيلة. وتفرق معه من كان مع المنذر، وانتهبوا عسكره3. وذكر "ابن دريد" أن قاتل المنذر الأكبر، وهو جد النعمان بن المنذر، يوم عين أباغ، هو "شمر بن يزيد". وهو من "بني حنيفة"، وكان في جند الملك الغساني"4.
وتحدث "ابن خلدون" عن "يوم عين أباغ"، فقال: "كان جبلة بن النعمان صاحب يوم عين أباغ، يوم كانت الهزيمة له على المنذر بن ماء السماء. وقتل المنذر في ذلك اليوم"5. ولكننا نجده يقول في موضع آخر: "عمرو بن