والأبيات المنسوبة إلى عدي بن زيد، وهي:
وتذكر رب الخورنق إذ فكـ ... ر يومًا، وللهدى تفكير
سره ملكه وكثرة ما يملـ ... ك والبحر معرضًا والسدير
فارعوى جهله فقال وما غبـ ... طة حي إلى الممات يصير
تشير إلى النعمان السائح، وتذكر قصة مفارقته ملكه، ولبسه المسوح وإعراضه عن الملك بعد أن كان ملكًا. ولم يقصد بالنعمان: النعمان بن أبي سلمى صاحبه، كما تصور بعض الناس1 ويظهر أنه نظمها للنعمان صاحبه على سبيل العظة والتذكير، ليدخله في النصرانية، وذلك بعد أن كان يتعبد للأوثان. وقد تمكن من التأثير فيه، فأدخله فيها كما يذكر الأخباريون.
وقد ورد في بعض الروايات تنصر النعمان2، ونسب تنصره إلى سلطان القديس "سمعان العمودي" "Symion Stylites" عليه، وكان يقوم، بالتبشير بين أهل الحيرة3. وذكر أنه شفاه ببركته من مرض كان به، فتنصر4. وهي رواية في حاجة إلى دليل. فليم يثبت أن آل لخم كانوا قد تنصروا في هذا العهد.
وقد ذكر الطبري أن تبع بن حسان بن تبع بن ملكيكرب بن تبع الأقرن، تبع حمير أرسل حينما ولى الملك ابن أخته الحارث بن عمرو بن حجر الكندي في جيش عظيم إلى بلاد معد والحيرة وما والاها، فسار إلى النعمان بن امرئ القيس ابن الشقيقة، فقاتله، فقتل النعمان وعدة من أهل بيته، وهزم أصحابه، وأفلته المنذر بن النعمان الأكبر، وأمه ماء السماء امرأة من النمر. فذهب ملك آل النعمان، وملك الحارث بن عمرو الكندي ما كانوا يملكون5.
وقد استدرك الطبري على هذه الرواية، فذكر بعدها مباشرة هذه الجملة، قال: "وقال هشام: ملك بعد النعمان بن المنذر ابنه المنذر ابن النعمان، وأمه