سلطانه بلغ بذلك حدود أرض اليمن. فامتد حكمه إذن من الحيرة وبلاد الشام إلى نجد والحجاز، حتى بلغ حدود مدينة "نجران". وقد كانت منازل "معد" في الحجاز وفي ضمن أرضها "مكة" وتمتد إلى "نجران"1.

ويظهر من دفن "امرئ القيس" في موضع "النمارة" من بلاد الشأم أن "امرأ القيس" كان في بلاد الشأم حينما نزل به أجله. ويرى بعض الباحثين أنه كان قد جاء إلى بلاد الشأم؛ لأنه كان من حزب "بهرام" الثالث ومن مؤيديه، فلما وقع الخلاف بين الفرس على العرش وانتصر "نرسي" "293-302م" "293-303"، خرج امرؤ القيس من العراق، وقصد بلاد الشأم، فأقام هناك، وما إلى الروم فأيدوه وأقروه على عرب بلاد الشأم، فيكون قد عمل للفرس وللروم معًا2.

وكتابة "النمارة" هي شاهد قبر ملك عربي يدعى "امرأ القيس"، عثر عليها في موضع "النمارة" وهو في الحرة الشرقية من جبل الدروز، ويرجع تأريخها إلى اليوم السابع من شهر "كسلول" من سنة "223" من تقويم "بصرى" أي في اليوم السابع من شهر كانون الأول من سنة "328" بعد الميلاد3. دونت على ضريح الملك، وهو بناء مربع، لتكون دليلًا للناس يعرفون منها اسم صاحب القبر. وتتألف من خمسة أسطر، هذا نصها:

1- تي نفس مر القيس بن عمرو ملك العرب كله ذو اسر التج.

2- وملك الأسدين ونزرو وملوكهم وهرب مدحجو عكدى وجا.

3- بزجي في حبج نجرن مدينة شمر وملك معدو ونزل بنيه.

4- الشعوب ووكلهن فرسو لروم فلم يبلغ ملك مبلغه.

5- عكدى. هلك سنة 223 يوم بكسلول بلسعد ذو ولده4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015