وفي أصنام الجاهليين صنم يدعي محرق والمحرق، تعبدت له بعض القبائل مثل بكر بن وائل وربيعة في موضع "سلمان"1. وقد ورد بين أسماء الجاهليين اسم له علاقة بهذا الصنم، هو عبد محرق2، أفلا يجوز أن يكون للمحرق إذن علاقة بهذا الصنم، كأن يكون قد اتخذ من باب التيمن والتبرك للملك الذي عرف بالمحرق أو أنه قدم قربانًا لهذا الإله أحرقه على مذبحه بالنار، وكان يكثر من حرق القرابين للآلهة، وتلك عادة معروفة وقد وردت أيضًا عند العرانيين، فقيل له لذلك المحرق؟ وإلى هذا الاحتمال ذهب بعض المستشرقين3.
ويظهر أن محرقًا كان من الشخصيات الجاهلية القديمة الواردة في الأساطير، وقد اقترن اسمه بالدروع، وورد "بردي محرق" كما اقترن اسمه بـ "نسيج داوود"، مما يدل على أن هذا الاسم من الأسماء المعروفة قديمًا في أساطير الجاهليين4.
وقد ورد أيضًا صوت محرق وفرخ محرق5، وذلك يدل على أن "محرقًا" في هذا الموضع حيوان قد تكون له علاقة أيضًا بأساطير الجاهليين6.
ومما حكاه الأخباريون عن هذا الملك أنه كان قد تنصر، وأنه لذلك أول من تنصر من آل نصر7. وهو أمر يحتاج إلى دليل، كما ذكروا أن ملكه كان واسعًا وأنه كان عاملًا للفرس "على فرج العرب من ربيعة ومضر وسائر من ببادية العراق والحجاز والجزيرة"8.
ويظن بعض الباحثين أن امرأ القيس، هو امرؤ القيس الذي ورد اسمه مدونًا في نص "النمارة". فإذا كان هذا الظن صحيحًا، كان أمرؤ القيس أول ملك من ملوك الحيرة يصل خبره إلينا مدونًا، وكذلك خبر تأريخ وفاته في سنة 328