"أشلاء قنص بن معد"، فقد ذكر أن "عمر بن الخطاب" لما أتى بسيف النعمان بن المنذر، دعا جبير بن مطعم فسلمه إياه، ثم قال: يا جبير، ممن كان النعمان؟ قال: من أشلاء قنص بن معد. وهو من ولد عجم بن قنص، إلا أن الناس لم يدروا ما عجم، فجعلوا مكانه لخمًا، فقالوا هو من لخم ونسبوا إليه1. وكان جبير من أنسب العرب2. والذي عليه أكثر أهل الأخبار أن "آل نصر" هم من اليمن، كانوا قد تركوا اليمن وهاجروا حتى استقروا بالعراق، ونزلوا الحيرة، وأسسوا ملكهم بها3.
ويذكر الأخباريون أن عمرًا انتقم من الزباء لقتلها جذيمة، ورووا في ذلك رواياتهم المرصعة بالشعر والأمثال4. وهي روايات لا تستند إلى أسس تأريخية، إذا قصدوا بذلك الزباء ملكة تدمر التي عرفنا تأريخها ونهايتها في مكان آخر من هذا الكتاب.
وجعل "الدينوري" مدة حكم "عمرو بن عدي" نيفًا وستين سنة5.
وتولى الملك بعد وفاة عمرو ابنه امرؤ القيس. ويقال له امرؤ القيس البدء وامرؤ القيس الأول. أما أمه، فهي ماوية بنت عمرو أخبت كعب بن عمرو الأزدي على رواية حمزة6. وقد عاصر جملة من ملوك الفرس، هم: سابور ابن أردسير "شابور بن أردشير"7، وهرمز بن سابور، وبهرام بن هرمز، وبهرام بن بهرام، وبهرام بن بهرام بن بهرام، ونرسي بن بهرام بن بهرام، وهرمز بن نرسي، وسابور ذو الأكتاف على رواية تجدها مدونة في تأريخ حمزة. وجعل مدة ملكه مئة وأربع عشرة سنة، وهي مدة تتفق مع ما ذكره الطبري حكاية على لسان ابن الكلبي.