"أم الجمال"، جاء فيه: "هذا موضع أي قبر فهر بن شلي "سلي" مربي جديمت ملك تنوح". ولهذا النص على قصره أهمية بالغة؛ لأنه يشير إلى الصلة التي كانت بين الأسرة الحاكمة في الحيرة وعرب الشام1. ومن الصعب بالطبع استنتاج كيفية وفاة مربي الملك في هذا الموضع: أكان زائرًا هذه الديار فأدركه أجله فقبر هناك! أم جاء مع سيده في حرب فتوفي في ذلك المكان! مهما يكن من شيء، فقد أفادنا الحجر فائدة كبيرة بتدوينه اسم صاحب القبر، واسم جذيمة ملك "تنوح" تنوخ.

ويلاحظ أن النص دون اسم "جذيمة" بحرف "الدال" وكتب اسم "تنوخ" بحرف الحاء "تنوح" بدلًا من الخاء. ويكون هذا النص من أقدم النصوص التي ورد فيها اسم "تنوخ". ويرجع عهده إلى حوالي السنة "270" بعد الميلاد2.

وجعل "ابن دريد" لجذيمة نسلًا، سماهم "بني جهضم"، وجعل لفظة "جهضم" من "التجهضم"، ومعناه التكبير3.

وذكر "حمزة الأصفهاني" أنه لم يلد لجذيمة غير "زينب بنت جذيمة"، وهي أم مرتع. واسمه "عمرو بن معاوية بن كندة"، فغزا في آخر عمره الشأم، فقتل "عمرو بن ظرب بن حسان بن أذينة" ملك العمالقة والد الزباء، فانطوت له الزباء على طلب الثأر حتى قتلته4.

وانتقل الملك بعد وفاة جذيمة إلى ابن أخته "عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن الحارث بن مسعود مالك بن غنم بن نمارة بن لخم"5. أما أمه، فهي أخت جذيمة، وهي: "رقاش بنت مالك بن فهم بن غنم بن عدثان" على رواية من ينسب مالك بن فهم إلى عدثان6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015