فنان بأحسن من هذا الحفر، وهو في مثل هذا المحيط، وليست لديه من آلات الحفر غير هذه الآلات.

والصور المنقوشة على الأحجار التي ترينا الصفوي وقد ركب حصانه معتقلًا رمحًا طويلًا، هي صورة المحارب الفارس عند الصفويين، وهي في الواقع صورة الفرسان الأعراب، سلاحهم الرئيسي الرماح، يطعنون بها خصمهم. وما زال البدو في بعض البوادي من جزيرة العرب يحملون ذلك السلاح التقليدي القديم، يحاربون به خصومهم في المعارك القبلية البدائية، وأما المحارب الماشي، فإنه يحارب بالقوس وبيده الترس كما يظهر من بعض الصور، وهو لا بد أن يكون قد استعان بأسلحة أخرى بالطبع، مثل السيوف والفؤوس والحجارة وكل ما تقع يده عليه مما يصلح أن يكون مادة للقتال والعراك1.

إن الصور التي تمثل الناس، وهم يطارون الغزلان أو بقر الوحش أو الأسد أو الحمار الوحشي، هي صور مفيدة جدًّا تتحدث عن وجود تلك الحيوانات في تلك الأماكن وفي تلك الأوقات، وعن طرقهم في صيدها. وقد كانت لحوم بعض تلك الحيوانات طعامًا شهيًّا لمن يصطادها ولآلهم وجماعتهم، كما أن لوجود صورة الحصان شأنًا في إظهار أن الصفويين وغيرهم كانوا يعرفون الخيل في تلك الأزمنة، وأن الحصان العربي كان موجودًا يومئذ2.

وفي جملة ما عثر عليه من أسماء آلهة الصفويين اسم إليه عرف بـ "إله هجبل" "إلاه هاجبل" "إله الجبل"، وهي تسمية تدل على أن عبدته كانوا من سكان جبل أو أرض مرتفعة، ولهذا نعتوا إلههم بـ "إله الجبل" أو أن عبدته هؤلاء قد أخذوه من أناس كانوا قد خلقوا إلههم من ارتفاع أرضهم، وصار إلهًا من آلهة الصفويين. وهو يقابل الإله المسمى بـ "الاجبل" "صلى الله عليه وسلمlagabal" وهو كناية عن الشمس، وكان يعبد في "حمص" "صلى الله عليه وسلمmesa" فإن لفظة "صلى الله عليه وسلمlagabal" تعني "إله الجبل". وقد رمز إليه بـ "حجر أسود" وعباد الحجر الأسود كانت معروفة عند الجاهليين. وقد كان أهل مكة يقدسون الحجر الأسود في مكة ويتقربون إليه3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015