قديمة تعود إلى ما قبل الإسلام. بدليل أنها وردت في نص يوناني على هذه الصورة: "Safathene"1. وورود اسم إله عرف بـ "زيوس الصفوي" "Zeus Safathenos"، أي نسبة إلى هذه الأرض2.
أما "الصفوية"، فتسمية ليست بتسمية عربية قديمة، وليست علمًا على قوم معينين أو على قبيلة معينة، وإنما هي تسمية حديثة أطلقها المستشرقون على قبائل عديدة كانت تنتقل من مكان إلى مكان طلبًا للماء وللكلأ، لرعي ماشيتها التي تكون ثروتها ورأس مالها، تراها يومًا في أرض النبط، ويومًا آخر في بلاد الشأم حيث كان الومان ثم البيزنطيون يسيطرون. فنحن في هذا الموضع لسنا أمام مملكة أو حكومة مدينة، بل أمام قبائل عديدة حرفتها الرعي والغزو وكفى.
ومن نسميهم بالصفويين إذن ليسوا بقبيلة واحدة ولا بجنس معين، وإنما هم قبائل متنقلة، كانت تنتقل في هذه الأرضين الواسعة، في أزمنة مختلفة متباينة. ويعود الفضل إلى الكتابات التي عثر الباحثون عليها في إعطائنا فكرة عن تلك القبائل المتنقلة، وفي حصولنا على أسماء بعض تلك القبائل التي كان ينتسب إليها أصحاب تلك الكتابات.
وقد جمعت الكتابات الصفوية من أرضين واسعة، تمتد من "حماه" في سورية إلى نهر الفرات في العراق في الشرق، وإلى فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية فأعالي الحجاز، وكلها كتابات شخصية في موضوعات متعددة، ليس بينها وثائق تتعرض للمسائل العامة مثل القوانين والحروب بين الدول بتفصيل وتبسط، ذلك؛ لأن الكتابات الصفوية هي كما قلت كتابات أفراد كتبوها تعبيرًا عن أمور شخصية لا غير، ومثل هذه الكتابات لا تتعرض لما يبحث عنه المؤرخ إلا بقدر، وهو قدر لا يقدم في الغالب اللمؤرخ ما يبحث عنه، ولهذا انحصرت فوائدها في مسائل