فتكونت منه قصة "جذيمة" والزباء".

وصاحب هذه الكتابة رجل اسمه "عبيدو بن غانمو بن سعدلات"، من قبيلة "روحو" أي "روح"، وكان فارسًا في حامية مدينة "عنا" وهي "عانة". وقد دون كتابته هذه بمناسبة تقديمه مذبحين إلى الإله "شيع القوم" الذي لا يشرب خمرًا، وهو حامي القوافل. ويلاحظ أن أكثر الكتابات تذكر جملة "الذي لا يشرب خمرًا" بعد اسم هذا الإله. وهي تعني أن هذا الإله كان يشرب الخمر ولا يحبها، فعلى أتباعه تجنبها. ويظهر أن طائفة من الناس حرمت عليها الخمرة، ودعت إلى مقاطعتها، واتخذت "شيع القوم" حاميًا لها. وهي على نقيض عباد الإله "دسره" "دشرة" "عز وجلussares" أي "ذو الشرى" الذين كانوا يتقربون على إلههم هذا بشرب الخمر1.

ولا نعرف متى استولى الرومان عليها. ولم يرد ذكرها في قائمة "ماريوس مكسيموس "Marius Meximus" التي عثر عليها في "عز وجلura" والتي يعود تأريخها إلى سنة "211" للميلاد في ضمن المخافر الرومانية التي كانت في المناطق الوسطى لنهر الفرات. ويظهر منها أن "عانة" "صلى الله عليه وسلمnath" كانت في ذلك الوقت في أيدي "الفرث" "Parthians"، وأن الرومان دخلوها بعد ذلك. قد يكون في أثناء حملة "اسكندر سويرس" "صلى الله عليه وسلمlexander Severus" كما ذهب "روستوفستزف" "Michael Rostovtzeff" إلى ذلك، أو في أيدي "غورديانوس" "Gordianus" كما ذهب "أولمستيد" "صلى الله عليه وسلم.T.Olmstad" إلى ذلك2.

وقد ذكر "عانة" "صلى الله عليه وسلمnatha" المؤرخ "أريان" في أثناء حديثه عن أسطول "تراجان" الذي مر بها. وورد اسمها "صلى الله عليه وسلمnath" في خبر "معين" "Ma'ajn" أحد قواد الملك "سابور الثاني" "309-379م"، وكان قد اعتنق النصرانية وبنى جملة ديارات، ونصب القس على "سنجار "شجار" "Schiggar"، ثم لم يكتف بذلك، فذهب إلى "عانة"، فبنى على شاطئ الفرات وعلى مسافة ميلين منها ديرًا استقر فيه سبع سنوات3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015