"أوريليانوس" هذه الفرصة فأرسل مددًا إلى "بروبس"، وكان القائد "زبدا" قد وصل إلى مصر لمساعدة "فيرموس" نائب الملكة على صد الرومان. فوقعت معارك بين الفريقين كاد يكون النصر فيها للتدمريين لولا استمالة "بروبس" جماعة من المصريين، فآزروه ودحروا جيش "زبدا" في سنة "271" للميلاد، واضطر التدمريون إلى ترك مصر إلى أعدائهم، فكانت هذه أول نكبة عظيمة تنزل بالزباء1، ومنذ "29" أغسطس من سنة "271م" انقطع في الأسكندرية ضرب النقود التي تحمل صورة الزباء ووهبلات2.

ولا نعرف اليوم شيئًا من الموارد التأريخية عن الأثر الذي تركه انتصار "بروبس" في مصر على التدمريين. ولكننا نستطيع أن نقول أنه وقع وقعًا عظيمًا على الملكة "الزباء". فخسارة مصر على هذه الصورة، كانت خسارة كبيرة عليها، ولا بد أن تكون قد أثرت فيها، فقد مكنت الرومان من القضاء على سلطان الملكة في تلك البقعة المهمة وجعلت في إمكانهم تهديدها من الجنوب، كما أن توقف جيشها عند "خلقيدون"، وعدم تمكنها من الاستيلاء على "نيقية" وتوقف خططها العسكرية الهجومية، ثم اتخاذها خطة الدفاع ثم التراجع ومجيء "أورليانوس" بقوات كبيرة نحو الشرق، كل ذلك قد يكون نيتجة من نتائج هذا الاندحار الذي مني به جيش الملكة وأحزابها الموالية لها بمصر، فأضعف معنويات التدمريين ومن كان يواليهم وشد من أزر الرومان ومن كان يناصرهم.

قاوم أهل "خلقيدون" التدمريين، وأبوا التسليم لهم، وأرسلوا إلى القيصر لينجدهم، ويظهر أن الملكة عرفت حراجة وضعها العسكري، وعدم استطاعتها التقدم، فقررت التراجع إلى مواضع جديدة تدافع فيها عن نفسها إذا هاجمها الرومان. وقد هاجمها الرومان فعلًا، إذ عبر القيصر مضيق "البسفور" وفاجأ التدمريين في "بيثينية" في أواخر سنة "271م" أو أوائل السنة التالية، وأجلاهم عنها، ثم سار إلى "غلاطية" "Galatia" و" قفادوقية" "Cappadocia" حتى بلغ "أنقرة" "صلى الله عليه وسلمncyra"، فسلمت له. وأخذ الرومان يتقدمون بسرعة إلى بلاد الشأم3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015